BEGIN TYPING YOUR SEARCH ABOVE AND PRESS RETURN TO SEARCH. PRESS ESC TO CANCEL

التعاون و المشاركة من أجل توسيع دائرة المقاومة

بســــــــــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى من إقتفى بأثره الى يوم الدين
أيها الحضور الكريم أحييكم بتحية الإسلام و أرحبكم بأفضل ترحيب فى بلدكم الثانى تركيا
أصبح من الكلام النمطى الإفصاح بمعاناة العالم الإسلامى بأزمات على المستوى النظرى و العملى و لذلك لا أريد ترديده هنا مرة أخرى و لكنى سأرتكز على الأولويات مع مراعات الجانب النظرى و العملى معا .
قبل الدخول فى صلب الموضوع أود أن أوضح أمرا يتعلق بعنوان الورقة ، لأنه قد يبدو للبعض غير مناسبة لعنوان هذه الجلسة و هو حقوق الإنسان و التعاومن من أجل عالم جديد ، إلا أنى اخترت العنوان المذكورالمتمحور على المقاومة لتشمل أولى القضايا المستقبلية و أهمها لمصيرنا و لا يوجد مفهوم أشمل و أدل على الموضوع من مفهوم (المقاومة) ، لأن التطورات الراهنة و المتوقعة تفرض علينا أن نتخذ المقاومة مفهوما مركزيا لتصور إسلامى معاصر و للوصول الى الأهداف المنشودة لا بد من تقديم مشاريع تمهيدية لنتمكن من العمل المؤسساتى بشكل منظم و منسق.و الذى سأقدمه لكم إنما هى خطوط عريضة تمهيدية لتشكيل مشروع متكامل و شامل .

مراحل هذا المشروع من الفكر إلى العمل ومن الآليات إلى التعاون و المشاركة كالتالى :

المرحلة الأولى : ضرورة التأكيد على مركزية مفهوم ( إسلام المقاومة : من تصور إسلامى إستسلامى إلى لاهوت المقاومة الإسلامية ، علما بأن الإسلام فى جوهره دين المقاومة ليس بدين الإستسلام ). و ذلك لأن الثقافة الدينية السائدة فى العالم الإسلامى أقرب الى ثقافة الطاعة و العبودية الفكرية و خاصة فى أوساط الإسلام التقليدي من الحركات و الجماعات الإسلامية و الطرق الصوفية خلافا لما هو السائد فى الأوساط الإسلامية التجديدية والتقدمية و التنويرية إن صح هذه الإطلاقات .

المرحلة الثانية : ضرورة ترميم أو إعادة بناء الفكرالإسلامى بعد تنقيته من الترسبات و الشوائب الموروثة عبر القرون الطويلة و إقصاء العناصر المعوقة أمام الإسلام المقاوم .(من ثقافة الطاعة الى ثقافة المعارضة و المقاومة ؛ من الشورى الإستشارية إلى الشورى الإلزامية ؛ من الإستبداد الفكرى و الكارزمى الى سيادة العقل الجماعى ؛ من المقاربات الأبوية إلى المساواة بين المسلم و المسلمة ؛ من إقصاء المرأة المسلمة إلى مشاركتهن الفعالة فى ممارسات المعارضة و المقاومة ؛ من إستبداد الشيوخ و الكبار بالسلطة و الزعامة و الرئاسة إلى إشراك الشباب فى السلطة و الزعامة و الرئاسة ).

المرحلة الثالثة : القضايا المنهجية و المعرفية (سيادة و مركزية القرآن كمصدر أساسى و الإعتماد على الأخبار الآحاد كمصدر ثانوى متجنبا عن الروايات المكذوبة و المعارضة للقرآن الكريم و المؤدية إلى ثقافة الطاعة و الإستسلام و الخضوع و التبعية و التعصب المذهبى أو الطائفى والقاضية على روح (الجهاد) و مبدإ ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و التواصى بالحق ) تجاوز الطائفية و القومية ؛ تجنب المقاربات التجزيئية و التأويلات البعيدة و التعسفية ؛ تبنى موقف النقد البناء ، التجنب من التعميمات و الإطلاقات العمياء عند تقييم الحركات الإسلامية بعضها لبعض .(قضية الشيعة و السنة نموذجا :الشيعة منهم مقاومون مسلحون و منهم مقاومون سلميا و منهم مستسلمون عملاء كما هو الأمر بالنسبة للسنة ، منهم مقاومون مسلحون و منهم مقاومون سلميا و منهم مستسلمون و عملاء على مستوى الأفراد و الجماعات و الحكومات ).

المرحلة الثالثة : تحديد مجالات المقاومة ( المقاومة نظريا و عمليا ؛ المقاومة داخليا و خارجيا ؛ المقاومة سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا وإعلاميا و مؤسساتيا و دوليا)
المقاومة الثقافية شبه معدوم فى أكثر خطابات و برامج الحركات الإسلامية باستثناء الجمهورية الإيرانية الإسلامية بامتياز.

المرحلة الرابعة : تحديد آليات المقاومة الإسلامية ( المقاومة على مستوى الأفراد ؛ تأسيس منظمات غير الحكومية ؛ المقاومة الإعلامية ؛ تشكيل جماعات الضغط ؛ تشكيل شبكة عالمية بين المنظمات الإسلامية المناضلة و المقاومة . تشجيع تعلم اللغة العربية كلغة التفاهم و التواصل بين المسلمين بديلا للغة المستعمر و المحتل الإنجليزية و الفرنسية .

المرحلة الخامسة : حلف الفضول المعاصر ( إنفتاح الحركات الإسلامية على حركات المقاومة غير الإسلامية للتعاون و المشاركة من أجل توسيع دائرة المقاومة و لتعزيز محور المقاومة العالمية للوقوف بوجه الأمبريالية و الصهيونية و الإحتلال و الإستعمار والعولمة و الظلم والإستبداد و القمع و التدمير و الرأسمالية المتوحشة و ثقافة الإستهلاك و التسخن الأرضى و ما إلى ذلك من التطورات ضد الإنسان و الكرة الأرضية) . ( التعاون الإيرانى ـ الفنزوالى نموذجا كتعاون بين حركة إسلامية و حركة لاهوت التحرر)

و ختاما : يقول الله تعالى فى كتابه المبين :

(و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا )
(2 ، البقرة ،143)

( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر)
(3 ، آل عمران ،104 )

( كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله )
( 3، آل عمران ، 110)

اعلموا أن هذه الآيات الكريمات ليست لبيان خصائص الأمة الإسلامية أو لوصف ما هو كائن فى الماضى و لكن لبيان ما ينبغى أن يكون أو بلغة حديثة ، لتحميل مسؤولية عالمية على جميع المسلمين ، نساء و رجالا ، حكومة و شعبا ، عالما و جاهلا ، فى الماضى و الحاضر و هى مسؤولية المقاومة ضد كل ما هو ضد الإسلام و الإنسانية و ضد مستقبل الأمة الإسلامية و باختصار ، المقاومة ضد كل ما هو تهديد و خطر على مستقبل البشرية .

المقاومة عنوان هذه المسؤولية العالمية و على المسلمين الدور الريادى فى هذه المقاومة المشرفة قبل كل الناس .

و السلام على القائمين بهذا الواجب الإسلامى و الإنسانى أيضا .